
الطاقة الشمسية تعد أحد أكثر بدائل الطاقة النظيفة ملأمةً في منطقة الشرق الأوسط وعلى وجه التحديد في المملكة العربية السعودية. تمتلك المملكة العربية السعودية العديد من المقومات التي تؤهلها لاستغلال الطاقة الشمسية كمصدر طقة متجدد، فالمملكة تمتلك مناخا مناسبا حيث ان الشمس فيها تبقى ساطعة على مدار معظم أشهر السنة. كذلك الموقع الجغرافي للمملكة حيث انها تقع في نطاق الحزام الشمسي العالمي، وأيضا توافر المساحات الشاسعة في المملكة يعد عاملا مهما لإنشاء محطات توليد الطاقة الشمسية النظيفة لتمكنهم من استغلال هذه الطاقة بشكلٍ متكاملٍ وفعال وتصبح هي الطاقة الرائدة في المملكة.
تعد الطاقة الشمسية إحدى أهم مصادر الطاقة الجديدة في العالم، وبالتحديد الطاقة المتجددة النظيفة التي تعتبرمصدرا دائما ومجانيا للطاقة التي يمكن للجميع الوصول إليه بسهولة وبدون الحاجة لدفع تكاليف إضافية لتوليد هذه الطاقة. الطاقة الشمسية بحد ذاتها ليست بالجديدة في عالم توليد الطاقة فقد استخدمها الإنسان القديم لأغراض الطبخ والتدفئة وتوليد الطاقة لأغراض مختلفة. في هذه الحقبة الزمنية وبعد أن اعتمد البشر على النفط كمصدر أساسي للطاقة لمئات السنين، يرغب العالم الآن بالتوجه لمصادر طاقة مختلفة ومتتنوعة ونظيفة، بحيث يستطيعون الاعتماد عليها كليا بدون الخوف من أن تنضب أو أن تتسبب لهم بأضرار اقتصادية وبيئية وبشرية تمتد على المدى القصير والطويل.
تضم المملكة ما يقارب 16% من القدرة الكلية للطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط والخليج بالتحديد. في مطلع عام 2021 كانت نسبة اعتماد المملكة العربية السعودية على المصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية ما يقارب الـ 2.9% من إجمالي الطاقة المستخدمة في المملكة، وهذا ما يزيد من رغبة المملكة في وياد الاعتماد على هذا المصدر النظيف من الطاقة ليكون البديل المستقبلي للنفط الذي يعد هو مصدر الطاقة الأساسي حاليا في المملكة ومنطقة الخليج. وكذلك تطمح المملكة لتقليل التضخم في القطاع الحكومي والعمل على زيادة دور القطاع الخاص ونموه. وضحت إحدى المقارنات بين عامي 2010 و2020 نموا واضحا ويقدر بنسبة 69.3%.
في الوقت الراهن هناك العديد من الشركات العالمية التي تطمح للاستثمار في المملكة وتسعى لاستغلال الموارد المتوفرة وتوليد طاقة نظيفة مستدامة وبأقل الأسعار الممكنة. وفي إحدى إحصائيات التي تشرها البرنامج الوطني للطاقة المتجددة التي وضحت معدلات إنتاج الطاقة من مصادرها المتجددة والنظيفة في المملكة العربية السعودية في عام 2019، فقد تمكنت المملكة من زيادة الإنتاج بشكل كبير وقوي جدا من 9.5 ميجا-واط إلى 27.3 ميجا-واط. وأعلنت شركة تقنية في الربع الأول من 2019 الانتهاء من أعمال المحطة الشمسية من مشروع (ليلى) على مساحة 720 ألف متر مربع، ويعد هذا المشروع الواعد أول محطة إنتاج طاقة مستدامة، متجددة ونظيفة.وتطمح المملكة العربية السعودية إلى زيادة إنتاجيتها في مجال الطاقة النظيفة لتصل إلى ما يقارب 41 جيجا-واط بحلول عام 2032.
تدرك المملكة العربية السعودية أهمية تنوع مصادر الطاقة المتجددة وتدعم حكومة المملكة جميع الجهود والخطوات المبذولة للنهوض بهذا القطاع وذلك من خلال استراتيجية التنمية الوطنية الشاملة التي تتضمنها رؤية 2030. وأيضا ساهمت حكومة المملكة في دعم هذا القطاع النامي بإنشاء مكتب تطوير مشاريع الطاقة المتجددة التابع لوزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، والذي يهدف لضمان نمو وازدهار دور تفعيل الطاقة المتجددة بما يتوافق مع رؤية المملكة المستقبيلة الواعدة. جميع هذه الاستراتيجيات والخطط الواعدة تسعى بمساعدة الحكومة المواطن لإعداد المملكة لمرحلة وعصر ما بعد النفط، بحيث تستطيع المملكة بناء أساس قوي وثابت في هذا القطاع لتستطيع مواكبة مستقبل الطاقات المستدامة النظيفة.