
عندما نتحدث عن الاستثمار الحر فإننا نتحدث عن امارة الشارقة، حيث تمتاز بمقومات عدة تجعلها تنافس المدن الكبرى في الشرق الأوسط في مجال الاستثمار الحر المباشر. تمتلك الامارة حدودًا مع باقي الإمارات ولها حدود مع سلطنة عمان وهي الإمارة الوحيدة التي تطل على الخليج العربي وخليج عمان وتجمع ميزات عدة تجعلها وجهة اسثمارية استراتيجية للمستثمرين ورواد الاقتصاد والشركات العالمية التي تتطلع لاستكشاف مناطق جغرافية جديدة والدخول إلى الأسواق الناشئة خاصة في آسيا وأفريقيا وأوروبا.
عند الحديث عن الاستثمار في زمن جائحة كورونا فإن الشارقة استطاعت أن تتعامل بفطنة مع هذه الأزمة العالمية، وتجاوزت الفترات الصعبة والحرجة التي عانت منها جميع الدول. فلقد انحدر مؤشر الاستثمار في أغلب دول العالم وتأثر الاقتصاد سلبا وعزف المستثمرون عن المجازفة في الاستثمار في ظل هذه الظروف السيئة. وتضمن بيئة الأعمال المنظمة والمستقرة في الشارقة مكاسب طويلة الأجل، كما تعزز ثقة المستثمرين باعتمادها لآليات واضحة ومرنة، والتي يمكنهم التنبؤ بنجاحها مستقبلا.
تمكنت الشارقة من استقطاب العديد من الشركات، فقد قدمت العديد من التسهيلات للمستثمرين على جميع الأصعدة، وزادت نسبة الاستثمار الحر في الشارقة في السنوات الاخيرة، وتوجه المستثمرون للاستثمار في مختلف المجالات، فمدينة الشارقة وجهة رائعة وفرصة ذهبية للاستثمارفي مختلف القطاعات الحيوية، كالفنادق والمنتجعات والفنون والتراث والصحة والتعليم.
عملت الامارة على توفير كل ما يلزم للاستثمار الحر، فهي تمتلك 6 مناطق حرة مما يجعل الاستثمار فيها سهلًا وبدون أية عراقيل. أبرز هذه المناطق هما منطقتا الحمرية ومطار الشارقة الدولي، وكذلك سخرت الإمارة جميع الإمكانيات للمستثمرين بدأً من المناطق الحرة والمطار إلى الأسطول الجوي الناقل (طيران العربية). في عام 2020 استطاعت الشارقة أن تستقطب مشاريع بقيمة 220 مليون دولار، وتم خلال هذه الفترة البدء بتنفيذ 24 مشروعًا، واستطاعت هذه الشركات العمل في بيئة آمنة بالرغم من تحديات جائحة كورونا. كذلك وفرت هذه المشاريع 1100 فرصة عمل جديدة، مما يعزز اقتصاد الإمارة ويشجع على بذل المزيد من التسهيلات للاستثمارالحر.
مع النمو المطرد للناتج المحلي الاجمالي والتنوع الاقتصادي الكبير للامارة، وفضلا عن تزايد نسبة السكان من الشباب الطموح من حملة شهادات التعليم العالي والتطلعات المستقبيلة الكبيرة ، فالشارقة تمتلك مقومات مميزة تؤهلها لكسب عوائد استثمارية طويلة المدى والذي سيمكنها من الوصول إلى الأسواق العالمية الكبرى.
تعتبر الشارقة ملتقى الحضارات فتنوع السكان فيها وانحدارهم من أصول مختلفة وانتشار المتاحف والجامعات والملاعب، جميعها تشكل عوامل جذب للاستثمار الحر و لقد اختيرت الشارقة كعاصمة للثقافة العربية نظرا لمكانتها ولاهتمامها بالفنون الآداب، وتتميز الشارقة بانفتاحها على مختلف المجالات، مما شجع المستثمرين الرواد على الدخول في مجال الاستثمار الحر في الامارة. يوجد في الامارة 12675 شركة، وحيث انتفعت هذه الشركات من الميزات والتسهيلات التي قدمتها الشارقة للمستثمرين.
أسست حكومة الامارة مركزًا خاصا لخدمات المستثمرين، حيث تقدم من خلاله الدعم والتسهيلات والمشورة للمستثمرين الرواد بغية الارتقاء والدفع بهم نحو المزيد من مشاريع الاستثمار التي تصب في مصلحة نمو وازدهار الإمارة ومنفعة المستثمر.
وانطلاقا من الوضع الحالي والتحديات الاقتصادية التي يمر بها العالم وتذبذب الاقتصاد وتأثر الاسواق العالمية، فإن الوجهة الجديدة في عالم الاستثمار الحر تنطلق من الشارقة نحو مستقبل مشرق وواعد. وتعاملت حكومة الشارقة بذكاء ودراية مع التحديات الداخلية والخارجية فحجم اقتصادها غير النفطي لا يتجاوز 10% من الناتج المحلي الإجمالي، مما يجعلها إحدى الإمارات الجاذبة للاستثمارالحر لتتمكن من بناء اقتصاد حر مستدام.
1 thought on “الشارقة استثمارٌ مستدام”