
فاز المخرج المصري عمر الزهيري بالجائزة الكبرى لأفضل فيلم, “الريش”, في أسبوع النقاد في مهرجان كان عن دراما كوميدية عن أب يتحول إلى دجاجة. الفيلم هو إنتاج مشترك بين فرنسا ومصر وهولندا واليونان وتلقى الدعم من العديد من المؤسسات والصناديق الدولية خلال مراحل إنتاجه المختلفة. الفيلم الروائي الطويل لأول مرة يحكي قصة حزينة واقعية عن ام تكرس حياتها تماما لزوجها وأطفالها. تبدأ الجدية في القصة عندما يتحول الأب الى دجاجة خلال عرض سحري في عيد ميلاد للأطفال. ونتيجة لهذا التحول، تضطر الأم إلى أخذ زمام المبادرة ورعاية أسرتها بمفردها فقط.
لفيلم عن الرجال والدجاج، “الريش” يكشف الكثير عن المرأة والمجتمع المصري. فيلم عمر الزهيري الفكاهي المظلم هو فيلم من الهجاء الاجتماعي، ضحكات مكتومة، والغرابة المقلقة. في الزاوية المتربة من المناظر الطبيعية الصناعية المقفرة، تعيش امرأة لم يكشف عن اسمها مع زوجها وأطفالها الثلاثة في شقة قذرة. إنتاج الفيلم يقوم بعمل جيد لتحديد حياتهم من خلال ديكور من تقشير الطلاء، والأثاث المخدوش، والأرائك التي تتسرب أحشاءها في كتل من الحشو. زوج المرأة لا يزال يتصرف كما لو كان رب القصر. انه يحلم المال والمطالب، وخداع نفسه مع الوعود التي قطعها. المشاهد الأولى في الريش واقعية ويمكن للمشاهدين فهمها بوضوح كما استطاع الزهيري ان يلتقط حياة الزوجة من الكدح المنزلي. ونادرا ما تتحدث أو تبتسم، وعيناها محبطتان بشكل دائم وهي تطبخ وتنظف وتهتم بالأطفال الثلاثة وتطيع أوامر زوجها.
تغير المعطيات الفيلم يسلط الضوء على جوانب متعددة حول كيفية التعامل مع التحديات النجمة عن عدم وجود الزوج. على المرأة أن تتحمل عبء كونها المعيل، والحفاظ على الأسرة معا واكتشاف ما حدث لزوجها. كما أنها تشعر بأنها ملزمة بإطعام الدجاج وإيواءه. وحتى كدواجن، لا يزال الزوج عضوا شاقا وتدليلا في الأسرة. الرجال بشكل عام غالبا ما تكون مشكلتها الكبرى لأنها تعتقد أنهم يعرفون ما هو الأفضل. الفيلم طويل المدة، ولكن يكشف عن واقع مظلم تعيشه الكثير من النساء. نرى تغيراً تدريجياً في حياة هذه الأم، وعندما يكون التغير يهدد استقرار عائلتها النامية من حريتها الجديدة، فإنها لا تظهر أي رحمة في العمل على حماية حريتها الجديد.
يمثل هذا الفيلم إنجازا كبيرا للسينما المصرية لأنه يضع بصمته على الساحة العالمية. على مدى عقود عديدة، كانت الأفلام المصرية تحظى بشعبية كبيرة في العالم العربي لأنها تستخدم لهجة يمكن للعديد من البلدان فهمها، وهي واحدة من رواد صناعة الأفلام في المنطقة. لكن “الريش” جعل مصر تتصدر عالم السينما لأنها تمكنت من الفوز بواحدة من أرقى جوائز السينما في العالم. العديد من الشخصيات المصرية المعروفة أظهرت دعمها وسعادتها تجاه الفيلم، حيث قال عمرو سلامة ” مبروك لمصر وللسينما المصرية ولصناع الفيلم هذا الإنجاز الكبير جدا جدا، وربما يكون أكبر إنجاز للسينما المصرية في المهرجانات العالمية. فيلم ريش للمخرج عمر الزهيري يفوز بالجائزة الكبرى في مسابقة أسبوع النقاد الدولي ٦٠ بمهرجان كان”. ويمهد هذا الإنجاز الكبير الطريق أمام المزيد من المخرجين والمنتجين المصريين للابتكار في القصص التي يصنعونها ويشجعهم في إنتاج أفلام قادرة على المنافسة على الساحة العالمية.
2 thoughts on “الريش – كيف يعكس الفيلم المصري نضال المصريين الحياة اليومية”