
إن مجال الطاقة الموزعة هو أحد المجالات التي بدأت الأنظار بالتوجه إليها في وقتنا الحالي وليكون أحد المساهمين في قطاعي إنتاج وتوزيع الطاقة في العديد من البلدان والتي من ضمنها دول مجلس التعاون الخليجي ونخص بالذكر المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.
الطاقة الموزعة أو ما يعرف أيضا بالتوليد الموزع أو الطاقة اللامركزية، هي عملية توليد الطاقة وتخزينها بواسطة أجهزة منوعة وصغيرة، وتمكننا من التعامل مع الطاقة المنتجة بمرونة أكثر وكذلك لتكون قريبة من مكان الخدمة والاستهلاك ولا تحتاج إلى العديد من سلاسل النقل والتوزيع مما يجعلها مصدرًا مناسبا للوصول إلى الطاقة المنتجة بسهولة وانسيابية أكثر. يعتمد التوليد الموزع عادة على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة والتي عادة ما تكون متوفرةً في العديد من المواقع ويمكن الوصول إليها سهلا، وتشمل أشكال الطاقة هذه، الطاقة الكهرمائية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح والكتلة الحيوية.
وفي أحد أحدث الإحصائيات التحليلية الصادرة في شهر يوليو في هذا العام (2021) عن سوق الطاقة الموزعة في منطقة الخليج العربي أن هذا السوق يشهد إقبالا وزخما كبيرا في هذه الفترة لوجود العديد من العوامل الحيوية التي ساهمت في تعزيز هد القطاع، كانخفاض تكاليف التيكنولوجيا في هذا القطاع وتوافر مصادر الموارد الخام وكذلك وجود سياسات مواتية وداعمة لنهوض هذا القطاع الناشئ. وجود جميع هذه العوامل يشجع العديد من المستهلكين بأن يتبنوا هذه الطرق الحديثة في إنتاج الطاقة وأن يكونوا بأنفسهم منتجين للكميات التي يحتاجونها وأن يقوموا بتوزيع الفائض وتداوله في شبكات الطاقة الموزعة.
سوق الطاقة الموزعة في المنطقة يعتمد على الطاقة الشمسية الكهروضوئية والأنظمة الهجينة ومجموعات مولدات الديزل والمولدات الغازية، ويشهد هذا السوق نموًا ملحوظًا حيث تقدر الإيرادات من هذا المجال بحلول نهاية عام 2021 بما يقارب الـ 602 مليون دولار والتي قد وصلت في عام 2020 إلى 480 مليون دولار، وهذا يوضح أن النمو في هذا القطاع يقارب الـ 25.4% سنويا، ويعد هذا رقما واعدًا ومبشرًا في مجالات الطاقة الموزعة في منطقة الخليج العربي. وعلى صعيد دول الخليج، فإن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ستقودان هذا السوق الناشئ، وأيضا فإن سلطنة عمان هي الأخرى بدورها تستعد لتبرز دورها الأساسي كأسرع الدول تطورا في هذا المجال في المنطقة.
ويجدر بنا أن نذكر أحد المشارع المميزة في هذا المجال، وهو استخراج الماء من الهواء الجوي الرطب، وذلك بمساعدة الألواح المائية التي تعمل بالطاقة الشمسية والتي تعد أحد مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة المتوفرة بشكلٍ دائم في منطقة الخليج. تعتمد هذه التقنية على عدد من المراوح التي تسحب الهواء الرطب وتوجهه نحو ألواح مصنوعة من مواد نانوية قادرة على استخلاص الرطوبة المحبوسة في الهواء على شكل بخار ثم يُسخن وبعدها يتم تكثيفه ليصبح مصدرًا لمياه الشرب النقية.
وأيضا فإن هناك العديد من المخططات الواعدة التي يعول عليها في مجال الطاقة الكهروضوئية الموزعة كمخططات شمس دبي وساحم عُمان والتي ستساهم في مجال البيئات التجارية والصناعية، وبالإضافة إلى ذلك فقد أطلقت المملكة العربية السعودية في عام 2020 أول إطار تنظيمي للسماح بتركيب أنظمة الألواح الشمسية على الأسطح والتي تولد حتى 2 ميغا-واط(3).
هناك العديد من التقارير التي تبين لنا النمو المتسارع في قطاع الطاقة المزودة في المنطقة والذي يتبنى الطاقة الشمسية الكهروضوئية وأنظمة الطاقة الهجينة. ويصاحب نمو هذا القطاع أيضا انتعاشا في سوق مولدات الديزل والتي تساهم هي الأخرى في إنتاج اطاقة في المنطقة.
2 thoughts on “تتصدر دول مجلس التعاون الخليجي في مجال الطاقة الموزعة”