
ربما مر عليك خبر اعلان عملاق الحوسبة السحابية أمازون نيتها تدشين ثلاثة مراكز بيانات بالإمارات في النصف الأول من 2022، لتكون ثاني مناطقها للبنية التحتية في الشرق الأوسط. هذا الخبر هو تطور متوقع لنمو سوق الحوسبة السحابية في المنطقة حيث كانت خدمات “أمازون ويب” قد افتتحت في البحرين المجاورة في عام 2019 أول مراكز البيانات التابعة لها في الشرق الأوسط. وقال مكتب أبوظبي للاستثمار إن الصفقة تأتي في إطار جهوده لجذب استثمارات تبني قدرات تكنولوجية وتعزز الابتكار.
«دو» و«ويبرو» تطلقان منصة متعددة السحب لمؤسسات الإمارات
بدورها أعلنت دو، التابعة لشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة، وشركة ويبرو، الشركة العالمية لتكنولوجيا المعلومات والاستشارات وخدمات الأعمال، اليوم عن تعاونهما في إطلاق منصة جديدة متعددة السحب لمساعدة الشركات والمؤسسات في دولة الإمارات على مواكبة متطلبات التحول السحابي. وتسعى الشركتان عبر هذه الشراكة إلى تزويد المؤسسات بمحفظة متكاملة من الحلول والقدرات الرائدة على مستوى القطاع لتسهيل إدارة البنية التحتية الرقمية ونقلها إلى السحابة، وذلك بما يتماشى مع أهداف كلتا الشركتين وجهودهما المشتركة لتبسيط وتسريع عجلة التحول الرقمي واعتماد السحابة في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة. وستمكّن هذه الشراكة المؤسسات من تقليل المخاطر إلى الحد الأدنى وزيادة عائد الاستثمار الناتج عن عمليات ترحيل وإدارة البنية التحتية الرقمية عبر بيئات التشغيل متعددة السحب
ولكن ما هي البيئة السحابية المختلطة؟
البيئة السحابية المختلطة هي البنية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات التي تقوم بربط بيئة سحابية عامة واحدة على الأقل وبيئة سحابية خاصة واحدة على الأقل، وتتيح التنسيق والإدارة وإمكانية نقل التطبيقات بينهما لتكوين بيئة تشغيل سحابية واحدة ومرنة ومثالية لتشغيل أحجام عمل الحوسبة الخاصة بالشركة. البيئة متعددة الأوساط السحابية المختلطة هي بنية أساسية سحابية مختلطة تتضمن أكثر من بيئة سحابية عامة واحدة من أكثر من مقدم خدمة سحابية. من خلال تمكين الشركة من الجمع بين أفضل الخدمات والوظائف السحابية من العديد من موردي الحوسبة السحابية.
اختيار بيئة الحوسبة السحابية المثلى لكل من أحجام العمل، ونقل أحجام العمل بحرية بين البيئة السحابية العامة والخاصة مع تغير الظروف تساعد البيئة السحابية المختلطة (وخاصة البيئة متعددة الأوساط السحابية المختلطة) الشركة على تحقيق أهدافها الفنية والتجارية بشكل أكثر فعالية وكفاءة من حيث التكلفة من البيئة السحابية العامة أو البيئة السحابية الخاصة وحدها. في الواقع، وفقا لدراسة حديثة، تستمد الشركات ما يصل إلى 2.5 ضعف القيمة من البيئة السحابية المختلطة مقارنة بنهج البيئة السحابية-المنفردة والمورد-المنفرد.
منافسة بين الشركات العملاقة في سوق الحويبة السحلبية
حافظت “أمازون” على هيمنتها في مجال الحوسبة السحابية العالمية في العام 2020، فيما حققت الشركات المنافسة بينها “مايكروسوفت” و”علي بابا” و”غوغل”، مكاسب في هذه السوق التي تشهد نموا سريعا، بحسب دراسة لشركة بحوث.
وقد أظهر استطلاع أجرته مؤسسة “غارتنر” أن السوق المعروفة بالبنية التحتية كخدمة نمت بنسبة 40,7 في المئة العام الماضي لتصل إلى 64,3 مليار دولار.
واستحوذت “أمازون” على ما يقرب من 41 في المئة من السوق العام الماضي، في مقابل 45 في المئة سنة 2019، كما نمت إيراداتها بنسبة 28 في المئة، وفق “غارتنر”. وحققت “مايكروسوفت”، التي يُنظر إليها بوصفها منافسا قويا في هذا القطاع، نمواً في الإيرادات بنحو 60 في المئة لتستحوذ على نحو 20 في المئة من السوق. ووفقا للفرنسية قال نائب رئيس الأبحاث في “غارتنر” سيد ناغ إن السوق تنمو مع اعتماد مزيد من الشركات على الحلول المستندة إلى الحوسبة السحابية، وقد حقق هذا المنحى تسارعا خلال الأزمة الصحية العالمية.
وأشار ناغ إلى أن السوق نمت أيضا من خلال تعزيز منحى سيادة البيانات، من خلال سعي المنظمات للاحتفاظ ببياناتها في بلدانها الأصلية. وأفادت شركة “غارتنر” بأن “مايكروسوفت” على وجه الخصوص استفادت من الجائحة في ظل تحوّل المنظمات إلى الحوسبة السحابية للخدمات الدقيقة، مثل الرعاية الصحية والتصنيع والتجارة الإلكترونية. كما حققت شركة “علي بابا” ومقرها الصين نموا قويا إذ استحوذت على 9,5 في المئة من حصة السوق، بينما عززت “غوغل” حصتها إلى أكثر من ستة في المئة.
كذلك سجلت “هواوي”، وهي شركة صينية مستهدفة بعقوبات أمريكية، نموا في الإيرادات بأكثر من 200 في المئة لتستحوذ على 4,2 في المئة من حصة السوق محتلة المرتبة الخامسة، وفق تقرير “غارتنر”.
المنافسة في السوق الخليجي:
تشهد دول منطقة مجلس التعاون الخليجي تزايد تبني استخدام التقنيات السحابية بفضل نمو استثمارات مزودي الخدمة ومتطلبات العمل عن بُعد وفقا لمؤسسة البيانات الدولية /IDC/.
ومن المتوقع أن تزيد قيمة سوق التقنيات السحابية العامة في دول مجلس التعاون الخليجي لأكثر من الضعف بحلول عام 2024 حيث ستنمو من 956 مليون دولار أمريكي هذا العام إلى 2.35 مليار دولار أمريكي بمعدل نمو سنوي تراكمي يبلغ 25%.
وتم الكشف عن هذه النتائج في جلسة استضافتها مدينة دبي للتعهيد وناقشت خلالها تبني استخدام السحابة المسرعة وإدارة مراكز البيانات في المنطقة وركزت على أهمية الاستثمار في الخدمات السحابية والخدمات المشتركة لتحقيق النمو والاستقرار على المدى الطويل.