
أطلقت هيئة الطاقة المستدامة في مملكة البحرين مبادرة جديدة تهدف إلى التركيز على استخدام الطاقة الشمسية كمصدر رئيسي للطاقة للسنوات المقبلة. وقد بدأت هذه المبادرة بالفعل بهدف أولي يتمثل في تركيب نظم للطاقة الشمسية على أسطح المباني الحكومية. كما أن مشاريع الطاقة الشمسية الأخرى هي جزء من المبادرة وفقا للدكتور عبد الحسين بن علي ميرزا، رئيس هيئة الطاقة المستدامة في البحرين. وقال الدكتور ميرزا إن مشاريع الطاقة الشمسية التي يبلغ مجموعها ١٩٥ ميجاواط قد تمت الموافقة عليها بموجب خطة الطاقة الشمسية الوطنية.
وقال رئيس هيئة الطاقة المستدامة في المملكة إن مملكة البحرين حققت أكثر من ٧٠ في المائة من أهدافها في مجال الطاقة المستدامة المحددة في إطار خطة العمل الوطنية للطاقة المتجددة وخطة العمل الوطنية لكفاءة الطاقة. وهذا مؤشر إيجابي على أن الأهداف المحددة يمكن تحقيقها وواقعية في نفس الوقت. وقد ساعدت هذه الإنجازات أيضا في خفض ذروة الحمل في البلد على الرغم من النمو السكاني على مدى السنوات الماضية. وأوضح الدكتور ميرزا خلال المؤتمر الدولي الثاني للطاقة المستدامة في عام ٢٠٢١ أن ذروة الحمل زادت بنسبة ١٢ في المائة بين عامي ٢٠١٧ و٢٠٢٠ مقارنة بالزيادة المتوقعة في الأصل بنسبة ٣١ في المائة. ويدل تباطؤ الزيادة على فعالية المبادرات المحددة والتأثير الكبير على استهلاك المملكة للطاقة.
ومن خلال تبني خيارات الطاقة المتجددة، ستتحرك البلاد أيضا نحو خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. ومن المتوخى أن يكون هدف ٦ في المائة من الطاقة المولدة من مسار متجدد بحلول عام ٢٠٢٥. وستشمل الفوائد الإجمالية خفض إنتاج الطاقة على المستوى الوطني (بسبب النظم المحلية للطاقة الشمسية الكهروضوئية) مما يعني في الواقع وفورات نقدية للحكومة، وانخفاض الاحتياجات الاستثمارية على المستوى الوطني من حيث إنتاج الطاقة، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كدولة.
كما تم تحديد سبعة مشاريع إضافية في إطار خطة العمل الوطنية للطاقة المتجددة. وهي أنظمة شمسية للمباني الحكومية ومشاريع جديدة لتطوير المدن والإسكان، ومشاريع تحويل النفايات إلى طاقة كالغاز الحيوي وغيره، ومبادرات الطاقة المتجددة الصناعية، ومزرعة الرياح البرية والبحرية، ومزرعة الطاقة الشمسية واسعة النطاق على الأراضي المتاحة، ومصادر الطاقة المتجددة في مشاريع البنية التحتية، والأشغال العامة مثل الممرات والمطارات.
بالإضافة إلى المشاريع المبينة، فإن المشروع الأكثر إثارة على الصعيد الدولي هو من خلال المناقصات التي تم إطلاقها مؤخرا للعديد من مشاريع الطاقة الشمسية الرائدة، وعلى رأسها مناقصات حلبة البحرين الدولية لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية في أسطح مواقف السيارات لإنتاج حوالي ٣ ميجاواط من الطاقة النظيفة. وقد أبرز الدكتور ميرزا العديد من الفوائد لهذا المشروع الذي يشمل مشاركة الشركات العالمية الكبرى في مجال الطاقة الشمسية، مما يدفع أيضا إلى بيئة تنافسية صحية في هذا المجال. كما سلط الضوء على ميزة الطاقة النظيفة التي يمكن إنتاجها من خلال هذه المبادرة وأهمية حلبة البحرين الدولية كمثال على كفاءة إنتاج الطاقة النظيفة.
وقال الدكتور ميرزا إن وزارة الصناعة اقترحت أن تعد هيئة الطاقة المستدامة استراتيجية للسيارات الكهربائية التي ستذكر أيضا مكان نقاط الشحن ومن سيديرها. كما تقوم البحرين بإعداد دليل مشتريات أخضر لضمان أن تكون جميع المشتريات الحكومية المستقبلية صديقة للبيئة. وتهدف هذه المبادرات المستقبلية إلى جانب المبادرات الحالية إلى وضع البحرين كمساهم نشط في إنتاج الطاقة النظيفة من خلال الاستفادة من موقعها الجغرافي ومقدار أشعة الشمس التي تشهدها البلاد على مدار العام.
1 thought on “البحرين: مبادرة جديدة تهدف إلى التركيز على استخدام الطاقة الشمسية”