
في ديسمبر، قام مركز نيويورك للشؤون الخارجية (NYCFPA) برفع دعوى قانونية مفادها أن إدارة ترامب فشلت في تقديم تفسير معقول ومقبول لقرارها ببيع طائرات مقاتلة من طراز F-35، وأسلحة أخرى إلى الإمارات العربية المتحدة مما يجعلها متهمة بمخالفة قوانين الإجراءات الإدارية، ولكن في يناير عندما أعلنت إدارة بايدن عن مراجعة شاملة لجميع مبيعات الأسلحة الأخيرة قامت الإدارة بتجميد صفقات الأسلحة الموقعة لصالح المملكة العربية السعودية، إلا أن الإدارة لم تُخضع الاتفاقيات المتعلقة بالمعدات المبيعة لصالح الإمارات العربية المتحدة للتجميد بشكل صارم.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في بيان إن “الإدارة تنوي المضي قدماً في مبيعات الأسلحة المقترحة هذه إلى الإمارات، وذلك مع استمرارنا في مراجعة التفاصيل والتشاور مع المسؤولين الإماراتيين لضمان تطوير تفاهمات متبادلة بيننا فيما يتعلق بالالتزامات الملقاة على عاتق الإمارات، ومن المهم أن نذكر أن كل هذا لا يعني أن إدارة بايدن قد اتخذت قرارًا نهائيًا بشأن اتفاقيات بيع الأسلحة هذه ففي أي وقت من الآن وحتى تسليم الإمارات لهذه المعدات يمكن لإدارة بايدن في أي لحظة الضغط على الفرامل كما هو حاصل وواقع في كل صفقات الأسلحة والمعدات الحربية.
حوارًا قويًا ومستدامًا مع الإمارات العربية المتحدة
ويضيف المتحدت باسم الخارجية الأمريكية بخصوص هذه الاتفاقيات الأمريكية الإماراتية قائلًا: “مواعيد التسليم المتوقعة لهذه المبيعات، إذا تم تنفيذها في النهاية، ستكون خلال عدة سنوات قادمة، وبالتالي: فإننا نتوقع حوارًا قويًا ومستدامًا مع الإمارات العربية المتحدة بشأن أي عمليات نقل أسلحة ومعدات حربية من أجل تلبية أهدافنا الاستراتيجية المشتركة في بناء شراكة أمنية أقوى وقابلة للتشغيل بالقدرة والكفاءة المطلوبة، وسنستمر أيضًا في تعزيز العلاقات والاتفاقيات مع دولة الإمارات العربية المتحدة وجميع المستفيدين من المعدات والخدمات الدفاعية والعسكرية الأمريكية، دون أن ننسى وجوب تأمين معدات الدفاع الأمريكية هذه لاستخدامها بطريقة تحترم حقوق الإنسان وتتوافق تمامًا مع قوانين النزاع المسلح.”
لكن ما أدى بشكل مباشر إلى تعزيز إمكانية الإمارات العربية المتحدة لامتلاك 50 طائرة من طراز F-35 والأسلحة ذات الصلة، بالإضافة إلى 18 طائرة MQ-9Bs مسلحة هو تطبيع العلاقات مؤخرًا مع إسرائيل، وقد شهد هذا التطور السياسي والدبلوماسي الذي تم بوساطة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بدء الرحلات التجارية المباشرة بين الدول وتدعيم العلاقات من كل النواحي تقريبًا بين الأطراف.
أسطول جوي مسلّح عالي القدرة والكفاءة
يُنظر إلى تعزيز العلاقات والتحالفات في منطقة الشرق الأوسط على أنها أخبار جيدة للجميع تقريبًا باستثناء إيران، وفي الوقت الذي تنقل فيه واشنطن انتباهها للصراعات المحتملة في المستقبل مع الصين وروسيا، فإنها تتوجه إلى تسليح أصدقاءها في أماكن أخرى بأفضل المعدات التي يمكن أن توفرها من أصولها وممتلكاتها، فمع طائرات F-35 الخفية، وبالإضافة إلى طائرات المراقبة Saab GlobalEye، سيكون لدى الإمارات العربية المتحدة أسطول جوي مسلّح عالي القدرة والكفاءة، وأكثر من قادر على مواجهة التهديد الذي يشكله الجيش الإيراني في المنطقة.
في ما يبدو الآن أن هذه الموجة الأخيرة من اتفاقيات بيع الأسلحة قبل أن تقوم إدارة ترامب بافساح الطريق للرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في يناير، وكان هذا قبل أسابيع فقط قبل أن تقوم واشنطن مجددًا بإثارة غضب الصين من خلال موافقة واشنطن ودعمها للاتفاق مع تايوان ببيع طائرات F-16 ومركباتGeneral Atomics الجديدة، وبالإضافة إلى أنظمة الطيران المعروفة بـ MQ-9B، وهي المركبات الجوية بدون طيار.
تعتبر الإمارات من الدول التي لديها السبق التكنولوجي، وتحتفظ أيضًا بمكانة فريدة في قدرتها على تحديث الأنظمة القتالية في الطائرات بما تريد، وعلى هذا النحو لن يتفوق عليها جيرانها في المنطقة في أي وقت قريب.